توقع حسام هزاع، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن تشهد مصر طفرة غير مسبوقة في السياحة الثقافية، مع نمو يتراوح بين 30 و40% عقب الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير مطلع نوفمبر المقبل.
ونقلا عن التصريحات الخاصة لـ«إرم بزنس»؛ قال هزاع إن أنظار العالم تتجه نحو مصر مع العد التنازلي لافتتاح المتحف، مؤكداً أن السياحة الثقافية والأثرية أصبحت محوراً رئيسياً في خريطة الطلب العالمي على المقاصد السياحية، بفضل ما تزخر به مصر من مواقع فريدة مثل الأهرامات، ووادي الملوك، ومعابد الأقصر وأسوان.
وأضاف أن هذا التنوع التاريخي يجعل من مصر وجهة متفردة قادرة على جذب شرائح واسعة من السائحين الباحثين عن الأصالة والهوية.
حدث عالمي ونقطة تحول
وأشار هزاع إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد حدد الأول من نوفمبر 2025 موعداً للافتتاح الرسمي للمتحف، واصفاً هذا الحدث بـ”نقطة التحول الكبرى” في مسيرة القطاع السياحي.
وأوضح أن المتحف لا يعد مجرد صرح أثري يضم آلاف القطع النادرة، بل مشروع عالمي يجمع بين عراقة الحضارة المصرية وأحدث تقنيات العرض المتحفي، لافتاً إلى أن حفل الافتتاح سيشهد حضور رؤساء دول وسفراء وقادة منظمات سياحية دولية، فضلاً عن التغطية الإعلامية العالمية، ما سيشكل حملة دعائية مجانية لمصر.
وكشف هزاع أن فتح المتحف جزئياً خلال الفترة الماضية ساهم بالفعل في زيادة فترة إقامة السائحين بالقاهرة، خاصة مع تكامل التجربة السياحية عبر شبكة متاحف أخرى مثل: المتحف القومي للحضارة، والمتحف المصري بالتحرير، والمتحف الإسلامي، والمتحف القبطي.
دفع للاستثمار وفرص عمل جديدة
وأكد أن الافتتاح سيحدث حراكاً استثمارياً كبيراً في منطقة الأهرامات، مع توقع ارتفاع الطلب على الفنادق والمنشآت السياحية والمطاعم، ما سينعكس بدوره على معدلات التشغيل وتوفير فرص عمل جديدة.
السياحة الشاطئية تحافظ على زخمها
وفي سياق متصل، أوضح هزاع أن السياحة الشاطئية ما زالت تحتفظ بجاذبيتها، خاصة في مدن البحر الأحمر مثل شرم الشيخ والغردقة، إلى جانب الساحل الشمالي، مشيراً إلى أن مصر تعد من أبرز الوجهات العالمية في سياحة الغوص، وهي ميزة تنافسية تفتقر إليها غالبية الأسواق الأوروبية.
مشروعات قومية وحملات ترويجية
ولفت إلى أن المشروعات القومية في مجالات الطرق، والسكك الحديدية، وتوسعة المطارات أحدثت نقلة نوعية في كفاءة القطاع، بينما عزز الاستقرار الأمني والسياسي من ثقة الأسواق الخارجية ودفع شركات السياحة العالمية لتوسيع برامجها نحو المقصد المصري.
كما أشاد هزاع بجهود الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، مؤكداً أن الحملات الإلكترونية الأخيرة، خصوصاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، أسفرت عن زيادة ملموسة في أعداد السائحين، بفضل التركيز على أسواق محددة عربية ودولية وجذب شرائح جديدة من المسافرين.
عوائد قياسية متوقعة
وكشف هزاع أن النصف الأول من العام الجاري سجل 8 مليارات دولار عائدات سياحية، متوقعاً أن ترتفع الحصيلة بنهاية 2025 إلى نحو 17 مليار دولار بمعدل نمو 11% عن العام الماضي، بدعم من تزايد الطلب على السياحة الثقافية والشاطئية معاً، ونجاح مصر في استضافة فعاليات ومعارض دولية كبرى.