أكد عدد من الخبراء المشاركون في منتدى تواصل، أهمية التكنولوجيا والابتكار وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز تنافسية الأردن وتطوير مهارات شبابه، وخلق المزيد من فرص العمل والتشغيل.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من المنتدى الذي نظمته مؤسسة ولي العهد، أمس السبت، والتي ناقشت «مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأردن: فرصة أم موجة يجب ركوبها»، لتسليط الضوء على دور التكنولوجيا والابتكار في تعزيز تنافسية الأردن وتطوير مهارات شبابه.
دعم القطاع الخاص
وخلال مشاركته أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة؛ سامي السميرات، دعم الحكومة الأردنية للقطاع الخاص ولتقنيات المستقبل، من خلال وضع الاستراتيجيات والسياسات والممكنات للاستثمار في هذه التقنيات، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية التي تم إطلاقها للأعوام 2023-2027 تتضمن عدة محاور منها: بناء القدرات وتطوير المهارات والخبرات الأردنية من خلال التعليم والبرامج التدريبية، إضافة إلى وجود عدة برامج تنفيذية لضمان بناء قدرات العاملين في القطاع الحكومي، حيث يتم تدريب 15 ألفا من القيادات العليا والموظفين على آليات الذكاء الاصطناعي، لإيجاد حوار متناسق بين الحكومة والقطاع الخاص في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
الصندوق الأردني للريادة: ملتزمون بتيسير التمويل للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة
وأوضح أن الاستراتيجية تتضمن تشجيع البحث العلمي والتطوير لوجود إدراك كامل بضرورة وجود سياسات الذكاء الاصطناعي والنهوض بالبحث العلمي، إضافة إلى تعزيز بيئة الاستثمار وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن ذلك يتطلب وجود رواد أعمال رياديين وليس فقط مستهلكين في هذا المجال، لتطويع هذه التقنيات والمساهمة في تطويرها.
مجلس تكنولوجيا المستقبل
وأوضح السميرات، أن الحكومة الرقمية تنفذ بمشاريع كثيرة، لافتا إلى ضرورة وجود مجلس تكنولوجيا المستقبل لتغيير واجهة التعليم والصحة والاقتصاد والريادة في الأردن، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى سعي المملكة قدما في مجال رقمنة القطاع الصحي، وإدراج أدوات الذكاء الاصطناعي للطلبة ولأولياء أمورهم وللمعلمين، مشيرًا إلى أن الخطوات التي خطتها الحكومة في مجال تطوير البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تأسيس بنية الابتكار والتحديث والتطوير من خلال المناهج الدراسية، إضافة إلى وجود برامج غير أكاديمية في الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية، لافتا إلى أن 27 جامعة استحدثت تخصصات الذكاء الاصطناعي (علم البيانات) في الفترة ما بين 2019-2024، ووصل عدد الطلاب الدارسين لهذا المجال إلى 9 آلاف طالب.
بدوره قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، ومؤسس شركة «دوت جو»، مروان جمعة، خلال إدارته للجلسة، إن نمو الوظائف في القطاع التكنولوجي، الذي لا يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، بلغ في آخر 6 أعوام 9 بالمئة، بينما بلغ في الوظائف التي تستخدمها 418 بالمئة، مشيرًا إلى أن وصول منصة جوجل لنسبة 365 مليار بحث في السنة استغرق 11 عاما، بينما استغرق برنامج «شات جي بي تي»، الذي يستخدمه 900 مليون مستخدم، للوصول لهذه النسبة عامين فقط.
تغيير جذري
وفي حديثه أكد مؤسس موقع «موضوع»؛ رامي القواسمي، أن التغيرات التي تحدث على أرض الواقع ستؤدي إلى تغير جذري في كل المجالات، حيث شهد العالم ثورة زراعية وصناعية وتجارية، وهو الآن بصدد شهوده ثورة تكنولوجية تتطور بسرعة هائلة، مؤكدا أن ذلك يستدعي استنهاض مواهب الطلاب وتطوير إمكاناتهم بدوافع شخصية نابعة من طموحهم لمواكبة المتغيرات وصولا للإبداع والابتكار.
من جانبه، أشار مؤسس شركة «بيوند ليمتس» أمجد العبداللات، إلى أهمية تغيير نموذج التعليم منذ بداية المرحلة التعليمية، وإدراج المواد الداعمة لمواكبة متطلبات العصر، مؤكدا أن للأردن فرصا ذهبية لزيادة استثماره من خلال دخول مجال الذكاء الاصطناعي، وبناء التطبيقات اللازمة لهذا المجال.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تطوير مستقبل الطلاب بشكل أكثر ذكاء واستدامة، ويؤهلهم لشغل وظائف واعدة في جميع المجالات، حيث يعد الذكاء الاصطناعي قوة دافعة للتغيير الإيجابي وتحسين المجتمعات.