كشفت السيدة نجلاء المدفع؛ نائب رئيس مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، رؤية المركز العميقة والدور المحوري الذي يلعبه في تشكيل وتطوير بيئة الشركات الناشئة في إمارة الشارقة. وتؤكد المدفع أن الطموح لا يتوقف عند الدعم المحلي، بل يمتد لتحويل المدينة إلى مركز عالمي رائد للابتكار وريادة الأعمال الشاملة، من خلال استراتيجيات مدروسة تبدأ بتوفير التمويل وتصل إلى بناء جسور التواصل العالمي عبر منصات كبرى.
بناء منظومة متكاملة: من الفكرة إلى التوسع العالمي
توضح نجلاء المدفع – في حوارها مع ايكونومي ميدل ايست – أن الشارقة كانت تمتلك منذ البداية ركائز قوية للنجاح، تتمثل في جامعات مرموقة، وإرث إبداعي وتاريخي عريق، وحكومة تضع دعم الابتكار في مقدمة أولوياتها. ومع ذلك، كان التحدي يكمن في إيجاد “حلقة الوصل” التي تجمع هذه العناصر في مسار واحد يمنح المؤسسين الثقة للانتقال من مرحلة الفكرة إلى التحقق من الجدوى ثم التوسع النهائي.
مركز «شراع» يختتم فعاليات برنامج «دوجو المتقدم» لريادة الأعمال 2025
وقد نجح مركز “شراع” في تصميم هذا المسار العملي والشامل عبر دمج مبادراته داخل الجامعات والمؤسسات الابتكارية، ليرافق رائد الأعمال في كافة مراحل مشروعه. وتتجلى ثمار هذا النهج في أرقام استثنائية حققها المركز على مدار العقد الماضي:
-
دعم الشركات: تم تمكين أكثر من 450 شركة ناشئة.
-
الإيرادات والاستثمارات: حققت هذه الشركات إيرادات تجاوزت 370 مليون دولار، وجذبت استثمارات تقارب 300 مليون دولار.
-
سوق العمل: ساهم المركز في خلق أكثر من 2,600 فرصة عمل جديدة.
-
الاستدامة والتنوع: لا تزال أكثر من نصف هذه الشركات تعمل بنجاح حتى اليوم، والمثير للإعجاب أن أكثر من 50% منها تقودها سيدات.

أرشيفية :ختام فعاليات برنامج «دوجو المتقدم» لريادة الأعمال 2025
كسر حواجز التمويل والوصول إلى الأسواق العالمية
أشارت المدفع إلى أن التمويل يظل التحدي الأكبر، لكن “شراع” لم يكتفِ بالعلاقات العابرة، بل بنى مسارات منظمة للوصول إلى رأس المال. وتؤكد أن الحصول على “العميل الأول” ذو المصداقية غالباً ما يكون أقوى دليلاً على نجاح المشروع من مجرد الحصول على تمويل أولي.
ولتحقيق ذلك، يعمل المركز على تعزيز حضور الشركات الناشئة في المحافل الدولية الكبرى مثل مؤتمر “فيفا تك” وقمة “الويب”، حيث تلتقي رؤوس الأموال بالشراكات الدولية في بيئة عالمية.
القطاعات الاستراتيجية والاتجاهات الناشئة في الشارقة
تستند الاستراتيجية الاقتصادية للشارقة إلى قطاعات تمنح الإمارة مزايا تنافسية طبيعية، وهي:
-
التعليم وتكنولوجيا الدمج: مثل منصة “هوبلا” (Hoopla) التي تعزز الذكاء العاطفي، وشركة “إشارة” (Eshara) التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لترجمة لغة الإشارة العربية.
-
الاستدامة والاقتصاد الدائري: عبر ابتكارات تحول النفايات إلى قيمة، مثل منتجات “بامبويو” (Bambuyu) من الخيزران، وحلول “ذا ويست لاب” (The Waste Lab) لتجديد التربة.
-
الصناعات الإبداعية: من خلال أدوات متطورة مثل منصة “ALStudio.ai” التي تسهل إنتاج المحتوى بجودة عالية.
-
التصنيع المتقدم: بالاستفادة من القاعدة الصناعية القوية للشارقة، مثل شركة “أي إم لاب” المتخصصة في الهندسة الدقيقة والتصنيع الإضافي.
“حيث ننتمي”: رؤية مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2026
بناءً على رؤية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، أُطلق شعار الدورة القادمة للمهرجان “حيث ننتمي”. ويؤكد هذا الشعار أن الابتكار لا يزدهر فقط بالسياسات، بل بالشعور بالانتماء والثقة والاستقرار. وقد أصبح المهرجان، الذي استقطب أكثر من 44,000 مشارك عبر دوراته السابقة، المنصة الأكثر موثوقية في المنطقة لطرح الأفكار الهادفة.

زمالة الشارقة لصانعات الأثر وتمكين المرأة
أطلق المركز “زمالة الشارقة لصانعات الأثر” برعاية الشيخة بدور القاسمي، لسد الفجوة في وصول رائدات الأعمال إلى شبكات المستثمرين الكبرى. يقدم البرنامج رحلة مكثفة لمدة 16 أسبوعاً تشمل:
-
الوضوح الاستراتيجي: وتحديد الموقع في السوق.
-
الدعم المالي: منحة غير مشروطة بحصص ملكية لتعزيز النمو دون التنازل عن الاستقلالية.
وتختتم نجلاء المدفع بنصيحة جوهرية لرائدات الأعمال بضرورة إعطاء الأولوية للعملاء الأوائل والاستثمار في القطاعات الواعدة مثل الذكاء الاصطناعي والاستدامة، مؤكدة أن التحديات النظامية ليست قصوراً شخصياً، بل هي بيئة تحتاج إلى التطور لمواكبة طموح النساء وقدراتهن.

