قصة نجم ريال مدريد كيليان مبابي تعكس كيف أنه لم تعد حياة نجوم كرة القدم مقتصرة على ما يقدمونه فوق العشب الأخضر، فالعصر الحديث حوّل اللاعب إلى كيان اقتصادي متكامل.
هذا التحول جعل أسماء لامعة مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي يتجاوزون حدود التسعين دقيقة، ليدخل الاستثمار كجزء أصيل من هويتهم المهنية.
ويبدو أن الفرنسي كيليان مبابي، نجم ريال مدريد، يسير على النهج ذاته، مدفوعًا برؤية استراتيجية تهدف إلى بناء إرث مالي وتجاري يوازي أمجاده الكروية.
فمبابي لا يترك أمر الاستثمار للصدفة أو الاجتهادات الفردية، بل أطلق ذراعًا استثمارية تحمل اسم Coalition Capital، أقرب إلى “صندوق عائلي”، تتولى إدارة مشاريعه وصفقاته، لتضمن حضوره في ميادين الرياضة والتكنولوجيا على حد سواء.
استثمار في نادي كاين
وفي خطوة لافتة داخل عالم المستطيل الأخضر نفسه، استحوذ مبابي على حصة في نادي ستاد ماليرب كاين، الفريق الذي احتضن بداياته.
هذه الخطوة لم تكن مجرد قرار عابر، بل رسالة واضحة تعكس رغبته في البقاء حاضرًا في كرة القدم بصفته مستثمرًا ومالكًا، لا مجرد لاعب يسجل الأهداف.
الوجه الآخر لمبابي.. شغف يتجاوز حدود الكرة
بعيدًا عن المستطيل الأخضر، يكشف كيليان مبابي عن شغف عميق بالابتكار وريادة الأعمال. فقد ارتبط اسمه مؤخرًا بالاستحواذ على حصة في شركة الإلكترونيات الألمانية Loewe Technology، استثمار يفتح أمامه أبواب النفوذ في قطاع يتقاطع مع الصناعات الذكية والذكاء الاصطناعي والاتصال المتطور.
استثمار في رياضات جديدة
ولم يتوقف طموح مبابي عند كرة القدم، إذ أعلن عن استثمار مباشر في فريق فرنسا لسباقات الإبحار SailGP. خطوة لافتة تكشف ميله إلى خوض تجارب رياضية جديدة تمزج بين التقنية والسرعة والعرض العالمي، وتؤكد أنه يبحث دومًا عن مغامرات تتجاوز حدود اللعبة التي صنعته نجمًا عالميًا.
عند تقاطع الرياضة بالتكنولوجيا والرفاهية
إدراكًا منه لاتجاه العالم نحو الرقمنة، استثمر مبابي في منصة Sorare التي تعتمد على تقنية البلوك تشين لتحويل بطاقات اللاعبين إلى أصول رقمية قابلة للتداول.
كما دخل سوق الساعات الفاخرة عبر منصة Wristcheck، جامعًا بين التكنولوجيا والترف في صيغة تلائم ذوق الأثرياء وجماهير الرياضة على حد سواء.
لماذا ينجذب اللاعبون للاستثمار؟
القاعدة واضحة: كرة القدم مهنة مؤقتة، ومهما امتدت المسيرة، فالنهاية حتمية. لهذا يحرص النجوم على بناء شبكات استثمارية تضمن لهم استقرارًا ماليًا ومستقبلًا آمنًا بعد الاعتزال.
مبابي ليس استثناءً، بل يمثل جيلًا جديدًا من اللاعبين الذين يدركون أن الاسم والقيمة التجارية رأس مال حقيقي يمكن تحويله إلى مشاريع تدوم لعقود.
اليوم، كيليان مبابي ليس مجرد أحد أبرز المهاجمين في العالم، بل يسعى ليكون رجل أعمال مؤثرًا في قطاعات متنوعة، جامعًا بين المجد الرياضي والنجاح الاقتصادي.