شهد قصر غرناطة التاريخي – بعد إعادة ترميمه وتحويله إلى مركز ثقافي وسياحي ومجتمعي متكامل – افتتاح النسخة الأولى من “أسبوع الابتكار في مصر”، بالتزامن مع فعاليات قمة تكني القاهرة 2025، في حدث يجمع قادة الأعمال والمستثمرين ورواد التكنولوجيا من مصر والعالم.
الابتكار والشراكات الدولية
استهل الفعاليات طارق القاضي، المؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة KD، مرحباً بالحضور ومؤكداً على دور القمة السنوي في دعم الشركات الناشئة وتمكين رواد الأعمال. ومن جانبه، عبّر داغ جوهلين دانفيلت، سفير السويد في مصر، عن اعتزاز بلاده بالمشاركة، مشيراً إلى موقع السويد المتقدم عالمياً في مؤشرات الابتكار، وإلى شراكتها الممتدة مع مصر في تعزيز ثقافة الإبداع وربطها بالمشهد الدولي.
دعم رواد الأعمال والاقتصاد الرقمي
أعرب المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، عن سعادته بانطلاق أسبوع الابتكار، مشيراً إلى جهود وزارة الاتصالات في إحياء التراث وتحويل القصور التاريخية إلى منصات تحتضن المبدعين، مثل قصر السلطان حسين كامل الذي أصبح مركز “كريتيفا” للإبداع الرقمي.
وأكد الظاهر أن القمة تمثل منصة حقيقية للفرص: للشباب لتحويل أفكارهم إلى مشروعات، وللمستثمرين لاكتشاف حلول مبتكرة، وللحكومة لترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار التكنولوجي. كما أوضح أن مصر تخرّج سنوياً نحو 760 ألف شاب، من بينهم عشرات الآلاف من أصحاب المهارات المتقدمة في التكنولوجيا والهندسة، مشدداً على أن دور “إيتيدا” يتمثل في تمكينهم سواء بالعمل في الشركات العالمية، أو ممارسة العمل الحر، أو تأسيس شركات ناشئة.
الشركات الناشئة ومسارات النمو
في جلسة خاصة، ناقش الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، دور أسواق المال المصرية في فتح مسارات جديدة للشركات الناشئة عبر أدوات مثل شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص (SPACs) وصناديق رأس المال المخاطر، مؤكداً أهمية البورصة كأداة للنمو والخروج الآمن للمستثمرين.
خبرات الاستثمار والابتكار
استعرض أحمد الألفي، رئيس مجلس إدارة Sawari Ventures، خبراته الممتدة في الاستثمار بالمراحل المبكرة، مشيراً إلى أن نجاح منظومة ريادة الأعمال يتطلب مستثمرين داعمين وشراكات مبنية على التعاون لا الهيمنة، لضمان تحقيق المصلحة المشتركة للشركات والمجتمع.
التمكين وبناء القدرات
شارك داميان لوروا، رئيس مركز خدمات نستله المتكاملة بالقاهرة، تجربته في تحويل المركز إلى منصة إقليمية للابتكار الرقمي والتميز التشغيلي، مؤكداً على دور القوى العاملة الشابة في دفع عجلة النمو.
التكنولوجيا والتحول الصحي
تطرقت جلسة أخرى إلى التأمين الصحي الشامل، حيث استعرض الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، التحديات والفرص أمام النظام الجديد، وأهمية التحول الرقمي والتكنولوجيا الصحية في تحسين كفاءة الخدمات وضمان وصولها بعدالة.
رأس المال المخاطر والمكاتب العائلية
أكد المتحدثون أن التمويل وحده لا يكفي لدعم الشركات الناشئة، بل إن الرؤية الاستراتيجية، وفتح الأسواق الجديدة، وبناء شبكات العلاقات هي عوامل حاسمة لنمو مستدام.
الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
شهدت إحدى الجلسات مناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على السياسات والبنية التحتية، بمشاركة خبراء من “هواوي كلاود” و”ميتا”، ركزوا على ضرورة تبني سياسات مرنة تواكب تطورات التكنولوجيا وتعزز الابتكار المسؤول.
التعاون الأفريقي وقصص النجاح
اختُتمت الفعاليات بجلسات عن توسع الشركات الناشئة في الأسواق الأفريقية والتحديات العابرة للحدود، حيث استعرضت شركات مدعومة من Greentec تجاربها في التوسع وبناء استراتيجيات نمو مستدامة.