في خطوة جديدة تؤكد نجاح المملكة العربية السعودية، في اجتذاب الشركات العالمية لتأسيس مقار إقليمية، والتوسع في أعمالها، لمواكبة النمو الهائل الذي تشهده البلاد، أعلنت شركة دراجوس (Dragos, Inc.) الرائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني لأنظمة التحكم الصناعي (ICS)، والتقنيات التشغيلية (OT) عن اعتزامها التوسّع في المملكة العربية السعودية، حيث يقع مقرها الإقليمي الرئيسي في مدينة الرياض بمقر الشركة السعودية لتقنية المعلومات (SITE)، لتواكب بذلك النمو الهائل الذي تشهده البلاد.
ويأتي هذا التوسّع تماشياً مع الأولويات التي وضعتها المملكة في 2020 بتخصيص ميزانية تصل إلى 102 مليار ريال (27.8 مليار دولار) للأمن والمناطق الإدارية بما في ذلك الأمن السيبراني. كما سيدعم التوسّع برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية الذي يعدّ أحد الركائز الأساسية لرؤية 2030، ويهدف إلى تعزيز التقنيات في قطاعات الطاقة، والصناعة، والتعدين، والخدمات اللوجستية. وستدعم شركة دراجوس حماية هذه القطاعات الحيويّة من خلال تزويد المؤسسات بتقنيات وخدمات أنظمة التحكم الصناعي (ICS) والتقنيات التشغيلية (OT) التي توفّر مراقبة فوريّة، وموثوقة، مع القدرة على الإستجابة للحوادث السيبرانية.
وتعدّ المملكة العربية السعودية سوقاً محوريًا في خطط توسع دراجوس في دول مجلس التعاون الخليجي، وتشمل خططها تزويد الشركات والمؤسسات في المنطقة بأحدث تقنيات وخدمات الأمن السيبراني الصناعي؛ بهدف تعزيز قدراتهم على الاستجابة ومواجهة التهديدات السيبرانيّة، مع الاستمرار في تطوير وتدريب المواهب والكفاءات المؤهلة على بيئة أنظمة التحكم الصناعي، والتقنيات التشغيلية بما يحقق النجاح لقاعدة عملائها الكبيرة في جميع أنحاء العالم.
وسيعزز توسع الشركة حضورها المحلي، ويدعم قائمة كبيرة من عملاءها في السعودية، لتواصل بذلك نمو عملياتها في جميع أنحاء العالم؛ ولتواكب الانتعاش الذي يشهده قطاع حلول وخدمات الأمن السيبراني لأنظمة التحكم الصناعي والتقنيات التشغيلية على المستوى العالمي، ولتتمكن من تلبية الاحتياجات المتزايدة المتعلقة بالأمن السيبراني للبنية التحتية الحيوية للمعلومات التي تعتمد عليها الشركات والمؤسسات في القطاعات الحساسة في المنطقة مهما كان حجمها أو طبيعتها.
وستتولى شركة دراجوس حماية البيئة الصناعية للعديد من الشركات في السعودية، حيث ستوفّر لها رؤية شاملة للأصول، وتقييمًا للتهديدات ونقاط الضعف المتعلقة بـبيئة التقنيات التشغيلية، والاستجابة للتهديدات باستخدام أحدث تقنيات المعلومات الإستباقية للتهديدات السيبرانية(Threat intelligence) . كما توفّر خدمات دراجوس لهم تقليل المخاطر السيبرانيّة التي تواجه عمليات المصنعين، وتعزيز الأمان، إضافةً إلى تلبية متطلبات الامتثال التنظيمي.
وقال بروس نيفن، الرئيس التنفيذي للإستثمار في شركة أرامكو لمشاريع الطاقة: “يشكّل الأمن السيبراني أولوية قصوى للشركات والمؤسسات في المنطقة، ومثلما هو الحال في بقية العالم، تبحث هذه الشركات عن شريك في الأمن السيبراني يدرك التحديات الفريدة التي تواجه البيئات الصناعية، ويمتلك فهماً قوياً للتهديدات التي تؤثر على التقنيات التشغيلية”. وأضاف: “وجدنا الشريك الأمثل في شركة دراجوس، واستثمرنا معهم؛ تأكيداً لثقتنا بهم، ويسعدنا أن نشهد توسّعها، وزيادة حضورها؛ لتدعم تعزيز قدرات الشركات والمؤسسات في المنطقة؛ لتأمين البنية التحتية الصناعية للمعلومات التي تخدم مجتمعاتنا، وتسهم في الاقتصاد العالمي”.
ونظراً للمكانة الجيوسياسية المميزة التي تتمتع بها المملكة، والانتعاش الذي تشهده في شتى المجالات؛ فإنها تقع عرضة لجميع أساليب التهديدات السيبرانية مثل: برامج الفدية الضارة، بالإضافة الى التهديدات التي تؤثر على أمن المعلومات، وبيئات التقنيات التشغيلية في المنطقة.
وقد أحرزت المملكة تقدماً مسبوقاً في قطاع الأمن السيبراني، حيث احتلت المرتبة الثانية عالميًا بين 193 دولة في محور التحسن المستمر في مؤشر الأمن السيبراني العالمي لعام 2021 بحسب الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، لتقفز بذلك 11 مرتبة مقارنة بنتيجتها في 2018م. وأكثر من 40 مرتبة منذ إطلاق رؤية 2030 حيث كان ترتيبها 46 عالميًا في نسخة المؤشر للعام 2017م.
وبحسب تقرير صارد من MarketsandMarkets في يونيو 2020، يتوقع أن ينمو سوق الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية بمعدل نمو سنويّ مركب قدره % 16.5بين عامي 2018 و 2023 ؛ ليصبح بذلك السوق الأكبر للأمن السيبراني في الشرق الأوسط.
ويأتي اعلان دراجوس توسّعها في السعودية على خلفية مشاركة رئيسها التنفيذي روبرت إم لي في قمة Hack@ أكبر فعاليّة مختصة في الأمن السيبرانيّ على المستوى الإقليمي، والتي تقام في الرياض وتجتذب 14,000 زائر. وسينضم السيد لي إلى عدد من القادة في المجال في جلسة عنوانها: رحلة سيبرانيّة معزّزة: وصفة لنجاح التحوّل الرقمي، والتي ستناقش دور الأمن السيبراني بوصفه عامل تمكين في التحول الرقمي الصناعي.